الخِطبة من مقدمات الزواج ، وقد شرعها الله قبل الارتباط بعقد الزوجية ليتعرف كلا الزوجين على صاحبه ، ويكون الإقدام على الزواج على هدى وبصيرة .
النظر إلى المخطوبة
مما يرطب الحياة الزوجية ويجعلها مفوفة بالسعادة محوطة بالهناء ، أن ينظر الرجل إلى المرأة قبل الخطبة ليعرف جمالها الذي يدعوه إلى الإقدام على الاقتران بها ، أو قبحها الذي يصرفه عنها إلى غيرها .
قال الأعمش : كل تزويج يقع على غير نظر فآخره هم وغم .
وهذا النظر ندب إليه الشرع الحنيف ورغّب فيه والأدلة عليه كثيرة منها :
1/ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) . أخرجه أبو داود وأحمد والحاكم .
قال جابر : فخطبت امرأة من بني سلمة فكنت أختبئ لها حتى رأيت منها بعض ما دعاني إليها .
2/ وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظرت إليها ؟ ) قال : لا ، قال : ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) .
3/ وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا خطب امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنظرت إليها ؟ ) ، قال : لا ، قال : ( فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا ) يعني أن في أعين الأنصار صِغَر وقيل عمش .
المواضع التي ينظر إليها
ذهب الجمهور من العلماء إلى أن الرجل ينظر إلى الوجه والكفين لا غير .
لأنه يستدل بالنظر إلى الوجه على الجمال أو الدمامة ، وإلى الكفين على خصوبة البدن أو عدمها .
نظر المرأة إلى الرجل
ليس هذا الحكم مقصورا على الرجل ، بل هو ثابت للمرأة أيضا ، فلها أن تنظر إلى خاطبها ، فإنه يعجبها فيه مثل ما يعجبه فيها .
قال عمر رضي الله عنه : لا تزوجوابناتكم من الرجل الدميم ، فإنه يعجبهن منهم ما يعجبهم منهن .
يتبع بإإإإذن الله ؛؛؛
__________________