لم يشأ الله أن يجعل الإنسان كغيره من العوالم ، فيدع غريزته تنطلق دون وعي ، ويترك اتصال الذكر بالأنثى فوضى لا ضابط له ، بل وضع النظام الملائم لسيادته ، والذي من شأنه أن يحفظ شرفه ويصون كرامته ، فجعل اتصال الرجل بالمرأة اتصالا كريما ، مبنيا على رضاهما ، وعلى إيجاب وقبول ، كمظهرين لهذا الرضا .
وعلى إشهاد على أن كلا منهما قد أصبح للآخر . وبهذا وضع للغريزة سبلها المأمونة , وحمى النسل من الضياع وصان المرأة عن أن تكون كلأ مباحا لكل راتع ، ووضع نواة الأسرة التي تحوطها غريزة الأمومة وترعاها عاطفة الأبوة ، فتنبت نباتا حسنا وتثمر ثمارها اليانعة .
وهذا النظام الذي ارتضاه الله وأبقى عليه الإسلام وهدم كل ما عداه .
وعقد الزواج لا يتحقق إلا بتحقق أركانه من الإيجاب والقبول وبشرط الإشهاد ، وبهذا يتم العقد الذي يفيد حل استمتاع كل من الزوجين بالآخر على الوجه الذي شرعه الله ، وبه تثبت الحقوق والواجبات التي تلزم كلا منهما .