لقد سن الإسلام للزوج أن يقيم وليمة يطعم فيها أهله وأصحابه ويجعل فيها حظا للفقراء والمحتاجين شكرا لله تعالى وعرفانا لفضله ولا يتكلف بل يبذل ما يستطيع ، قال تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها } .
فلابد من عمل وليمة بعد الدخول لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بارك الله لك ، أولم ولو بشاة ) .
ولحديث بريدة بن الحصيب قال : لما خطب علي فاطمة رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه لابد للعرس من وليمة ) .
وعن أنس قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب فإنه ذبح شاة .
ويجوز أن تؤدى الوليمة بأي طعام يسير ولو لم يكن فيه لحم ، لحديث أنس رضي الله عنه قال : أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثا يبنى عليه بصفية بنت حيي ، فدعوت المسلمين إلى وليمته ، فما كان فيها من خبز ولا لحم ، أمر الأنطاع فألقي فيها من التمر والأقط والسمن ،فكانت وليمته .
وعن صفية بنت شيبة قالت : أولم النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه بمدين من شعير .
وعن أبي سعيد الساعدي أنه دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه وكانت امرأته يومئذ خادمتهم وهو العروس ، فلما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم سقته نقيع تمر كانت نقعته في الليل .
ولا يجوز أن يخص بالدعوة الأغنياء دون الفقراء لقوله صلى الله عليه وسلم : ( شر الطعام طعام الوليمة ، يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) .
ويجب على من دُعي إليها أن يحضرها للحديث السابق ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دُعي أحدكم إلى طعام فليجب ، فإن كان مفطرا فليطعم ، وإن كان صائما فليصل ) .
__________________